Mosque
Mezquita de Cordoba
المسجد ( الجامع الكبير )
ويُعرف بـ ( المسجد الكاتدرائية )
الطريق إلى قرطبة في إقليم الأندلس جنوب أسبانيا وتبقى على وصولنا 158 كلم |
قرطبة من أعظم مدن الأندلس، وكانت مركزاً للحضارةالإسلامية في أوروبا لقرابة خمسة قرون، دخلها الإسلام عام 93هـ/ 711م.
في عصر الخلافة الأموية بلغت قرطبة أوج عظمتها ، وتألقها الحضاري و خاصة بعد أن أعلنها عبد الرحمن الداخل الذي فر من العباسيين وتوجه للأندلس وجعل قرطبة عاصمة له، وأصبحت في عهده مركزًا للعلم والثقافة والفنون والآداب في أوربا كلها، وقام بدعوة الفقهاء والعلماء والفلاسفة والشعراء إليها ، في حين كانت أوربا لاتزال غارقة في أعماق التأخر والجهل والانحطاط وسيطرة الكنيسة.
وفي عهد الخليفة عبد الرحمن الناصر وابنه الحكم المستنصر من بعده أصبحت قرطبة في أوج تألقها الحضاري والثقافي.
للمهتم بالآثار والتاريخ خصوصاً الإسلامي لابد أن يدرج قرطبة ضمن جدول زيارته لأسبانيا، ولعل أبرز الأماكن السياحية في قرطبة الجامع الكبير أو جامع قرطبة أو جامع عبدالرحمن الداخل، بالإضافة لـ ( مدينة الزهراء ) التي لازالت تحت البحث والاستكشاف، بالإضافة إلى القصر، وأيضاً الجسر الروماني. تلك هي أبرز الأماكن السياحية في قرطبة.
مدخل مدينة قرطبة |
مئذنة قرطبة تبدو شامخة من بعيد |
قصر الحكم يمين الصورة |
أحد الشوارع في قرطبة |
وصولنا للجامع على اليمين وإحدى القصور العربية على اليسار، حيث بُني على مرتفع صخري جنوب غرب مدينة قرطبة.
|
البوابات الخارجية وقد زُينت بالنقوش الأندلسية والكتابات العربية |
إحدى البوابات الداخلية للجامع |
صحن النارنج ومئذنة الجامع |
مئذنة الجامع وقد علقت عليها الأجراس |
إيوان الجامع |
الصحن الخارجي للجامع وهو قطعة فنية، محاط بسور تتخلله سبعة أبواب، وفي جهته الشمالية توجد المئذنة، وقد زرع الناس أشجار النارنج ، و أشجار الليمون فيه، ولهذا يسمى صحن النارنج.
|
المياه في جوانب الجامع والنوافير التي اشتهرت بها قصور وقلاع وجوامع المسلمين في الأندلس
|
الساحات الخارجية وتلك الأعمدة الرخامية الرائعة وفنون الهندسة والنقوش الإسلامية
|
تأمـل خليـلـي كـم هنـا مـن مهـلـل إلـى ربـه صـلـى وكـم مـن مكبـر وكـم أزهـرت فيـه ألـوف مصـابـح وكـم أُوقـدت أرطـال عـود وعنبـر |
يقول جوزيف ماكيب عن جامع قرطبة : لم يبق من آثار قرطبة في القرون الوسطى إلا أثر واحد و هو جامعها الذي لا يزال إلى اليوم . جميع أطفال قرطبة يسمونه مسجداً و لولاه ما تجشم أحد عناء السفر لمشاهدة قرطبة.
|
وكان المسجد قديماً يُسمى بجامع الحضرة أي جامع الخليفة أمّا اليوم فيُسمى بمسجد الكاتدرائية بعد أن حوله الأسبان كاتدرائية مسيحية
|
أهم ما يعطي هذا الجامع الفريد مكانة في تاريخ الفن المعماري أن كل الإضافات و التعديلات وأعمال الزينة، كانت تسير في اتجاه واحد وعلى وتيرة واحدة، بحيث يتسق مع شكله الأساسي
|
في الجامع تسعة عشر رواقاً ينتهي كلا منها بباب من الأبواب التسعة عشر، وله سقف خشبي منخفض نسبيا، قد زخرف أحسن زخرف بالأرجوان والذهب
|
في الأعياد توقد مائتان وثمانون ثريا من الفضة والنحاس يحترق فيها الزيت و( العطر ) وتتلألأ فيها آلاف كثيرة من المصابيح فتلقي أنوارها على ذلك المشهد العطيم.
|
محراب الجامع والآيات التي يزدان بها المحراب |
قبة الجامع المُحلاة بالآيات والزخارف الأندلسية |
الكاتدارئية الآن |
كان موقع الكاتدرائية في الأصل معبد وثني، ثم تحولت الى كنيسة مسيحية على زمن القوط الغربيين، ثم الى مسجد خلال الحكم الأموي في الاندلس حيث تحول المبنى إلى مسجد
|
شكلت الكاتدرائية نموذج لتداخل فن العمارة الاسلامية والمسيحية |
قسم المعروضات في الجامع |
نهاية جولتنا في جامع الأمويين |
عربات تأخذك في جولة لآثار المدينة |
وبعد الجولة في جامع قرطبة وتقليب صفحات تاريخ وأمجاد الأمويين في الأندلس اتجهنا لمطعم عربي قريب من الجامع بين تلك الأزقة الضيقة جداً. ولا تنسى تناول البايلا ( البقية ) الوجبة العربية الشهيرة في أسبانيا، ومن ثم احبس بالشاي المغربي.
مقابل قصر الإمارة في قرطبة وضعت هذه القصائد الشهيرة لشعراء المسلمين وهذه قصيدة ابن زيدون في ولادة :
يَا من غدوت بهِ في الناسِ مشتهراً قلبي يُقاسي عليكِ الهمَ والفكرا إِن غبتِ لم ألقِ إنساناً يؤانسني وإن حضرتِ فكُلَ الناسِ قد حضرا |
وترد عليه ولادة قائلة :
أغارُ عليكَ من عيني ومني ومن زمانِكَ والمكانِ ولو أَني خبأتُكَ فيِ جفوني إلى يومِ القيامةِ ما كفاني |
والجدير بالذكر أنه لا يسمح للمسلمين بالصلاة في جامع قرطبة، ولا زالت المطالب قائمة ..
ولعل خير ما نختم به هذا الجزء ما قاله الشقيري وهو من روّاد أدب الرحلة في النصف الأول من القرن العشرين إذ يقول:
ورأيت بعد ذلك كله عربا يجوسون خلال الأندلس لا منتصرين ولا فاتحين، ولكن زائرين ومتفرجين، فيقفون عند الآثار يصعدون الأنفاس ويكفكفون العبرات، ورأيت بينهم شاعرا نصرانيا عربيّا، ذكي الفؤاد مرهف الحس، يطوف بالمسجد في قرطبة، وها هو يشرئب بعنقه نحو مئذنته الفاتنة، يسمع أجراس النواقيس تبعث رنينها في الآفاق فتفيض الحسرة في نفس الشاعر يبعثها آيات من الشعر:
يا أيها المسجد العاني بقرطبة
هلاّ تذكرك الأجراس تأذينا ..؟
سيؤذن فيه بإذن الله وما ذلك على الله بعزيز ..
أندلسيات
للدكتور فاروق مواسي
للدكتور فاروق مواسي
في الجامع بين الأعمدة الحمراء البيضاء
كان (الداخل) يمضي للمحراب
صقرًا تعرفه كلّ سماء
فأصافح فيه العزة والكِبر
يبسم في إيمان
يتبدى في كل الأنحاء
و( الناصر ) يضفي أبهة ويسمي نفسه
في قرطبة خليفة
والحصن يقاوم كل عداء
( فالناصر ) يرفل بالألحان العربيّة
بجروح زُفت للأضواء
وهنا ( الحكم ) يفاخر
في مكتبة وَسِعت علما
يحضن كل عصافير الفن
كأحضان نساء
و(ابن شُهَيْدٍ ) يكتب عند الوادي
بتوابعه وزوابعه
يقرأها
وهو قرير العين
ويبز الأدباء
وابن الرُّشد بفلسفةٍ يتأمل
ينظر تمثاله
ويرى في التمثال
فصل مقال
سمّوه على قاعدته
( أفيروس )
ويطير أمامه
طير وفاء
يصحبه ( ابن الميمون )
ليدل الحيران إلى الأقواس
فإذا في الدرب
( ابن الزيدون ) يناغي ( ولادة)
يذكُرُها بالزهراء بشوقِ عبادة
وتمكن عاشقها من لثم الخد
وعتاب وعتاب
تتناءى بدلا من أن تدنو
تجفو بدلا من طيب اللقيا فيحاذي المسجد يقرأ أحرفه الكوفية
يحمل جزءا من سفر ( العقد)
والعقد بضاعة أهلي
حتى يجلس في حلقات الجامع
مع صحب ظنوا أن الدهر
يجرح يأسو
والدهر قياس فأعود لكي أتملى السقف
المصنوع من الذهب
ومن المرمر
وأشم عطور القمم الشماء
وأكاد أ صلي
حتى شيعت على بعدٍ ألوان الشوق الخضراء
تتمدد، تصْغُر فأخال
كيف أتاها الفاتح
يلبس تاج عِمامته
يركب فرسًا ومَضاء
عن بعد ألمحها الزهراء
فأقول سلامًا يا زهراء !
وسلامًا يا قرطبة الدين وقرطبة الآباء !
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق