الخميس، 31 أكتوبر 2013

حصن جبل فارو Castillo de Gibralfaro


حصن جبل فارو
Castillo de Gibralfaro

من المعالم والآثار الإسلامية البارزة في أسبانيا، والتي شيدها المسلمون آنذاك، ولا زالت شامخة وشاهدة على عظمة المسلمين في فنون بناء القلاع والحصون، حصن جبل فارو، والذي يقع في مدينة ملقا الواقعة جنوب إسبانيا، شمال البحر الأبيض المتوسط، وتبعد حوالي 100كم شرق مضيق جبل طارق، حيث تعد من أقدم مدن أسبانيا وواحدة من أقدم مدن العالم، وهي أهم ميناء أسباني بعد برشلونة، وتتميز بمناخها اللطيف المعتدل، الذى يجذب إليها السياح من شتى أنحاء العالم.

وعندما فتحها المسلمين في القرن الثامن الميلادي، بلغت “ملقا” قمة المجد والازدهار الحضاري، حيث تم الاهتمام ببناء القصور الفخمة وتمهيد الشوارع، وتشييد القلاع الحصينة.

ومن أبرز معالمها حصن جبل فارو، هذا الحصن العظيم الذي يرجع تاريخ بنائه الى القرن الرابع عشر والذي أمر ببنائه يوسف الأول القائم على غرناطة، وتم بناؤه على بقايا منارة فينيقية كانت تسمى بيت الضوء ومنها اشتق اسم القلعة gebel-faro  أو جبل المنارة. واشتهرت هذه القلعة بأنها حصن صمد في وجه الحصار الذي فرضه تحالف فرديناند وايزابيلا على سكان المدينة اكثر من ثلاثة أشهر.



Malaga
شوارع مدينة مالقة



 Gibralfaro
جبل فارو







القلعة العربية المعروفة بحصن جبل فارو، في أعلى مرتفع في مدينة ملقا جنوب الأندلس سقطت في أيدي النصارى سنة 891هـ



إنترادا بالأسباني بوابة الدخول



نموذج لأسلحة الدفاع المستخدمة آنذاك





نتجه لأعلى الحصن





فتحات لإطلاق السهام على الأعداء، وحماية المدافعين عن الموقع الحربي




كانت حياة المسلمين في الأندلس الممتدة ثمانية قرون في مجملها عبارة عن حروب ومعارك بينهم وبين بعضهم من ناحية بفعل العصبيّة والتنافس على الملك والرئاسة، وبينهم وبين النصارى من ناحية أخرى.



وكانت الحصون في معظم الأحيان تشتمل على مخازن للطعام، وعلف للدواب، وعلى خزّانات للمياء، تكفي حاجة المحاصرين داخلها أشهراً عديدة، وتشمل أحياناً على قصور ودور، ومسجد جامع، وحوانيت، كأنّها مدينة صغيرة.

ويلخّص بعض المؤرّخين الإسبان تاريخ المسلمين في الأندلس مع الإسبان وحلفائهم من النصارى بأنّها معركة القرون الثمانية.









ميناء مالقة الذي يُعتبر ثاني ميناء في أسبانيا أهمية بعد ميناء برشلونة
ميناء مالقة من أعلى حصن جبل فارو


أبراج المراقبة


تعكس الأعداد الكثيرة للقلاع والحصون في الأندلس مدى الأخطار التي تحيط بها، وحرص الأندلسيّين على حمايتها من القوى الشماليّة المتربّصة بها، فقلّما تخلو منطقة مهمّة، أو مفترق طرق رئيسي، من قلعة أو حصن.






يلاحظ دقة اختيار الموقع لمراقبة المدينة والساحل معاً



يبدو إحدى سجون القلعة


كما اعتاد عليه المسلمون في بناء الحصون تشييده في موقع يصعب الوصول إليه، وغالبًا ما يكون على قمة جبل أو مشرفًا على بحر، وهذا ما امتاز به حصن جبل فارو 


شاق جداً التجوال فيها والكثير لا يكمل المسير والتجول فيها



كان البناؤون، عند محاولتهم اختيار موقع لبناء قلعة من القلاع، عن مكان يمكن الدفاع عنه بسهولة. وأن يكون مشرفًا إشرافًا جيدًا على الريف المحيط به. وقد شيدت بعض القلاع فوق منحدر من الأرض ، بحيث يوفر موقعًا دفاعياً حسنًا.







وهنا يبدو جامع المدينة الذي تحول إلى كنيسة


سجن القلعة




خارطة توضيحية للقلعة







منظر عام لمدينة مالقة





إطلالة جميلة على الشاطئ



الاهتمام بجمال القلعة إلى جانب حصانتها



البرك التي لا يخلو قصر أو قلعة أو حصن منها في الأندلس


دمتم في رعاية الله
عبدالله الخثلان

كتبتِ لي يا غاليه..
كتبتِ تسألينَ عن إسبانيه
عن طارقٍ، يفتحُ باسم الله دنيا ثانيه..
عن عقبة بن نافعٍ
يزرع شتلَ نخلةٍ..
في قلبِ كلِّ رابيه..
سألتِ عن أميةٍ..
سألتِ عن أميرها معاويه..
عن السرايا الزاهيه
تحملُ من دمشقَ.. في ركابِها
حضارةً وعافيه..
لم يبقَ في إسبانيه
منّا، ومن عصورنا الثمانيه
غيرُ الذي يبقى بجوف الآنيه..
وأعينٍ كبيرةٍ.. كبيرةٍ
ما زال في سوادها ينامُ ليلُ الباديه..
لم يبقَ من قرطبةٍ
سوى دموعُ المئذناتِ الباكيه
سوى عبيرِ الورود، والنارنج والأضاليه..
لم يبق من ولاّدةٍ ومن حكايا حُبها..
قافيةٌ ولا بقايا قافيه..
لم يبقَ من غرناطةٍ
ومن بني الأحمر.. إلا ما يقول الراويه
وغيرُ "لا غالبَ إلا الله"
تلقاك في كلِّ زاويه..
لم يبقَ إلا قصرُهم
كامرأةٍ من الرخام عاريه..
تعيشُ –لا زالت- على
قصَّةِ حُبٍّ ماضيه..
مضت قرونٌ خمسةٌ
مذ رحلَ "الخليفةُ الصغيرُ" عن إسبانيه
ولم تزل أحقادنا الصغيره..
كما هيَه..
ولم تزل عقليةُ العشيره
في دمنا كما هيه
حوارُنا اليوميُّ بالخناجرِ..
أفكارُنا أشبهُ بالأظافرِ
مَضت قرونٌ خمسةٌ
ولا تزال لفظةُ العروبه..
كزهرةٍ حزينةٍ في آنيه..
كطفلةٍ جائعةٍ وعاريه
نصلبُها على جدارِ الحقدِ والكراهيه..
مَضت قرونٌ خمسةُ.. يا غاليه
كأننا.. نخرجُ هذا اليومَ من إسبانيه..

نزار قباني

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

الزوار

free counters