من خلال زيارتي للبرتغال لاحظت أن الكثير من معالم البرتغال حملت اسم فاسكو دي غاما كالأسواق والأبراج والجسور والساحات وغير ذلك.
وتوجد رفاة ( باقيا جثة ) الملاح والمستكشف البرتغالي ( فاسكو دي جاما ) في دير القديس جورونيميوس mosteirojeronimos، الذي بُني في القرن السادس عشر، وتم منحه لقب ( أحد أقدم الأبنية التاريخية في العالم ) من قبل اليونسكو، يتميز بالفخامة في جميع جوانبه، كما يمتاز بفنون النحت والنقش على جدرانه وأعمدته، بدأ بناؤه عام 1502 واستمر 50 سنة.
صورة القبر ومجسمه مستلقي فوق القبر
فمن هو فاسكو دي جاما ؟
- كان الأوروبيين في رحلاتهم التجارية إلى الهند لابد لهم من عبور أراضي المسلمين، في ذلك الوقت كانوا يحلمون ويبحثون عن طريق آخر يوصلهم لتجارة الهند والسيطرة عليها .. !!
- فكانت كشوفهم الجغرافية عبر المحيط الأطلسي، بالالتفاف حول إفريقيا عبر ( رأس الرجاء الصالح ) في جنوب إفريقيا، كان رأس الرجاء الصالح يُطلق عليه رأس العواصف لكثرة العواصف فيه، فلم تستطيع الكثير من السفن عبوره، ( مع العلم أن المسلمين آنذاك يعرفون ذلك الطريق، ولكن ليسوا بحاجه له، لأن العالم الإسلامي يطل على البحر الأحمر والمحيط الهندي، وبالتالي وصولهم للهند ).
- كان أول من تمكن من عبوره والوصول للهند من الأوروبيين هو ( فاسكو دي جاما )، الذي دمر وأحرق وقتل وسلب ونهب المسلمين، وفي نفس الوقت ساهم في فتح آفاق جديدة أفادت البرتغاليين بصفة خاصة والأوروبيين بصفة عامة. وللأسف كما ذكر الكثير من المؤزخين أن الرحالة العربي المسلم ( أحمد ابن ماجد ) هو من دل وساعد - دي جاما - بخبرته في أمور البحار والرياح للوصول إلى الهند.
باختصار .. فاسكو دي جاما في نظر الأوروبيين قائد الاستكشافات.
ونحن نراه قائد للقرصنة، ومجرم حرب، وحاقد على المسلمين والإسلام، وأحد قادة الحملات الصليبية ..
Vasco da Gama
- فاسكو دي جاما، وبالبرتغالية: Vasco da Gama، ولد في 1469م في البرتغال، وتوفي في 24 ديسمبر 1524 م في كاليكوت بالهند، ونقلت رفاته بعد ذلك إلى البرتغال، يعدّ من أنجح مستكشفي البرتغال في عصر الاستكشاف الأوروبي وهو أول من سافر من أوروبا إلى الهند بحرًا.
- كان هدف البرتغاليين الالتفاف حول القارة الإفريقية من أقصى الجنوب، وذلك للسيطرة على بلاد إفريقيا المسلمة كجزء لا يتجزأ من( الحرب الصليبية على بلاد المسلمين )، وهذا يتضح مما قاله فاسكو دي جاما بعدما وصل إلى أطراف شرق إفريقيا وتحديداً موزمبيق حيث قال :" الآن طوقنا المسلمين و لم يبق إلا أن نشد الخيط" ، مع أن هدفهم الذي أصبحوا فيما بعد يزعمونه : هو تأمين طريق تجاري سهل إلى ثروات الهند ( خصوصًا الفلفل الأسود والبهارات الأخرى ) عن طريق البحر
الطريق الذي سلكه دي جاما خلال رحلته الأولى 1497-1499م
عداءه وأعماله ضد الإسلام والمسلمين :
1 - في رحلته الأولى للهند وعندما وصل إلى موزنبيق على الشاطئ الشرقي لأفريقيا، ولخوفه من أن يتخذ السكان المحليون موقفًا عدائيًا منهم لكونهم مسيحيين، ( تصنّع دي جاما الإسلام ) ولما بدأ السكان يشكوا بأمره هاجموه غاضبين، فاضطر دي جاما ورجاله أن يغادروا البلاد فأبحر مبتعدا ( قاصفًا المدينة بالمدافع انتقامًا منهم ).
2- هدم دي جام قرابة 300 مسجدفي إحدى حملاته الصليبية على شرق أفريقيا المسلم وبالتحديد في مدينة كيلوا بمجرد دخوله لهذه المدينة !!
3- لن ينسى التاريخما فعله من إغراق سفينة للحجاج في خليج عمان، كان على ظهرها ما يقارب المائة حاج.
4- إحراق مجموعة من المراكب الإسلامية التي تحمل الأرز قادمةً من الهند.
5- لجئت الحملة إلى القرصنة عندما كانت بالمقربة من ما يعرف اليوم بكينيا، فقامت بنهب سفن التجارة العربية.
دي جاما يصل إلى كلكتا في الهند 1498م
6- في الرحلة الثانية واجه دي جاما سفينة كانت عائدة بالحجاج من مكة فقام بسلب جميع بضائعها، ثم قام بحشرجميع الركاب والبالغ عددهم 380 في السفينة وأضرم بها النار. استغرقت السفينة أربعة أيام لتغرق في البحر مما أدى إلى مقتل جميع من فيها من رجال ونساء وأطفال.
7- قام دي جاما بعد ذلك بالاعتداء وجمع الإتاوة من ميناء كيلوا في شرق إفريقيا، وهو أحد المواني اللاتي استعصين أمام مخططات البرتغاليين، والذي كان وقتها أحد الولايات الإسلامية الغنية.
8- القرصنة على السفن التجارة العربية.
9- حطّم أسطول من كاليكوت عداده تسع وعشرون سفينة محتلاً بذلك المدينة.
10- بعد استيلاءه على كاليكوت طلب من حاكم المدينة أن يُقصي جميع المسلمين من البلاد.
11- وفي محاولة منه لإرهاب المسلمين في الهند قام دي جاما بشنق 38 صيادًا، ثم قطّع رؤوسهم وأيديهم وأرجلهم،ثم رمى بالجثث والأشلاء لتطفوا بالقرب من الشاطئ.
12- في كاليكوت عرضت المدينة على دي جاما تسهيلات تجارية كبيرة مقابل السلام والصلح، وقام هو بعمليات نهب ضخمة الأمر الذي رفع من مكانته لدى حاكم البرتغال.
الإمبراطورية البرتغالية في عهد جون الثالث ملك البرتغال ما بين 1502 - 1557 م
نتائج وفوائد حملات فاسكو دي جاما للبرتغاليين (آثاره) :
1- أدرك البرتغاليون أهمية الشاطئ الشرقي من أفريقيا لمصالحهم. فقد كانت المواني في هذه المنطقة توفر لهم الماء والزاد، بالإضافة إلى الخشب والمرافئ للقيام بعمليات إصلاح السفن.
2- أصبحت سلعة البهارات من العناصر الأساسية في اقتصاد البرتغال.
3- كان له الفضل الأكبر، بعد هنري الملاح، في صعود البرتغال كقوة استعمارية.
4- مهارته السياسية وضعت البرتغال في مركز متقدم في منطقة المحيط الهندي التجارية.
5- أدرك حكام البرتغال بعد الرحالات الأولى لدي جاما أهمية توفير مراكز محمية على الشاطئ الشرقي لإفريقيا لتأمين تجارتهم مع الشرق الأقصى.
6- أُطلق اسم فاسكو دي جاما على مدينة فاسكوا دي جاما وهي ميناء بحري في ولاية غوا الهندية. كما أطلق اسمه على فوهة قمرية وعلى عدة أندية كرة قدم برازيلية ونادٍ رياضٍ في ولاية جوا الهندية، بالإضافة إلى الكثير من المعالم في البرتغال.
7- جاء ترتيب دي جاما في المركز السادس والثمانين في قائمة أكثر الشخصيات تأثيرًا في التاريخ والتي أعدها مايكل هارت.
8- الرحلات التي قام بها دي جاما أدّت إلى سيطرة الأوروبيين على القوة والتجارةالبحرية لمئات من السنين، كما أدّت إلى استعمار الهند الذي جلب القوة والثروة للعرش البرتغالي والذي دام لمدّة 450 سنة.
وفاته : توفي دي جاما في مدينة كاليكوت ودفن جثمانه في البداية في كنيسة القديس فرانسيس في مدينة كوتشي الهندية. ثم جمعت بقاياه فيما بعد وأرسلت إلى البرتغال في عام 1539م.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق